التراب
" لا تضلوا الله لا يشمخ عليه فان الذي يزرعه الإنسان إياه يحصد أيضا " (غلاطية 7:6)
هناك قانون أصيل مبنية عليه الحياة في الأرض. مهما اختلف جنسك، أو دينك أو الخلفية الثقافية التي أتيت منها....فأنت تحصد ما تزرعه. والله بنى طبيعة الأرض الأصيلة بحيث تنبت الأرض وتكثر ما يُزرع بها.وحينما تزرع أو تبذر حبة ما، فأنت تحصد ما زرعته، ودائما ما تحصد أكثر كثيراً مما زرعت.
لذلك حينما يخطئ الآخرين في حقك أو يؤذونك، دع قانون الزرع والحصاد يعمل في الأمر. فليس عليك أن تقول أي كلمة في أغلب الأحيان. بل دع هذا القانون يعمل بقوته الذاتية.
ولكن هناك شيء هام جداً دائما ما ننساه بخصوص قانون الزرع والحصاد. ننسى أن هذا القانون يشتمل على تراب وتربة. فأنت حينما تزرع أو تبذر حبة، أنت تحيطها بتربة ترابية. ومع أن الحبة تغطى بالتراب، فالثمرة ستنبت منها. وهذه هي الطريقة التي يريدنا الله عليها. فهو يسمح لنا أن نحاط بالتراب أحيانا حتى يمكن لنا أن ننمو من خلاله ! الأتربة التي تتراكم حولك، الأتربة التي تلقى عليك، الأتربة التي يمكن أن يلقى بها ماضيك عليك، ستعمل فقط على نموك وتكاثرك.
هل تعلم ما هو السماد ؟ أنه الفضلات التي تخرج من أجساد الحيوانات. وهو في حقيقته كما سماه بولس " نفاية " !. وبالنسبة لنا هذا هو أكثر جزء بغيض إلى نفوسنا، ولكنه لازم جدا لنمو أي حبة.
كل فلاح سيقول لك أنك ستحصل على محصول أفضل حينما تستخدم سماد. وهذا ما يلزمنا نحن. فنحن ننمو أقوى وتصير نوعيتنا أفضل عندما تُسمد حياتنا بالسماد. وما أن نجتاز في هذه القاذورات، حتى نٌبارك ! . وحينما تكون أنت في هذه القاذورات، وتكون في قلبها ، وتكون محاطا بها ، فإن هذا هو الوقت المناسب لتزرع بذرة . فأنت في بيئة ممتلئة بالأسمدة حينما تكون الأتربة تغطيك والنفايات تتطاير عليك، فأنت تكون في أحسن وضع ممكن لتنمو ولتثمر كثيراً.
لذلك حينما تكون مطروحاً على الأرض، مغطى بالأتربة، ازرع بذرة بر وصلاح بقراءة الكلمة المقدسة.ازرع بذرة رجاء بالصلاة من أجل الذين يسيئون لك. ازرع بذرة مادية بالتبرع لإرسالية صالحة حتى تستطيع الإرسالية في استمرار بشارتها بالإنجيل.
لا تنظر إلى التراب على أنه شيء رديء دائماً. فالله يستخدم التراب لينميك ويقودك إلى الصورة التي يريدك أن تكون عليها.
قراءات مناسبة
(1بطرس 1:23) ، (1بطرس12:4 ) ، (يعقوب3:1) ، (غلاطية9:6) ، (كولوسي 6:1)